سورة الأحزاب - تفسير تفسير القشيري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الأحزاب)


        


قوله جلّ ذكره: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ}.
الإسلام هو الاستسلام، والإخلاص، والمبالغة في المجاهدة والمكابدة.
{وَالْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ}.
الإيمان هو التصديق وهو مجمع الطاعات، ويقال هو التصديق والتحقيق، ويقال هو انتسامُ الحقيقةٍ في القلب. ويقال هو حياة القلب أولاً بالعقل، ولقومٍ بالعلم، ولآخرين، بالفهم عن الله، ولآخرين بالتوحيد، ولآخرين بالمعرفة، ولآخرين إيمانُهم حَياةُ قلوبهم بالله.
{وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ}.
القنوتُ طولُ العبادة.
{وَالصَادِقِينَ وَالصَّادِقاتِ}.
في عهودهم وعقودهم ورعاية حدودهم.
{وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ}.
على الخصال الحميدة، وعن الصفات الذميمة، وعند جريان مفاجآت القضية.
{وَالخَاشِعِينَ وَالْخَاشعَاتِ}.
الخشوعُ إطراقُ السريرة عند بوادِه الحقيقة.
{وَالْمُتَصَدِّقينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ}.
بأموالهم وأنفسهم حتى لا يكون لهم مع أحدٍ خصومة فيما نالوا منهم، أو قالوا فيهم.
{وَالصَّآئِمِينَ وَالصَّآئِماتِ}.
الممسكين عمَّا لا يجوز في الشريعة والطريقة.
{وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ}.
في الظاهر عن الحرام، وفي الإشارة عن جميع الآثام.
{وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كّثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ}.
بألسنتهم وقلوبهم وفي عموم أحوالهم لا يَفْتُرُون، ولا يَتَدَاخَلُهم نسيان.
{أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً}.
فهؤلاء لهم جميلُ الحُسْنَى، وجزيلُ العُقْبَى.


الا فتياتُ عليه في أمره والاعتراضُ عليه في حُكْمِه وتَرْكُ الانقيادِ لإشارته. قَرْعٌ لبابِ الشِّرْكِ، فَمَنْ لم يُمْسِكْ عنه سريعاً وَقَعَ في وهدته.


قوله جل ذكره: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَليْكَ زَوْجَكَ وَاتِقَّ اللَّهِ وَتُخْفِى فِى نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَىْ لاَ يَكُونَ عَلَى المُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِى أَزْوَاجٍ أَدْعِيَآئِهِمْ إِذَا قَضَوْاْ مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً}.
أنعم الله عليه بأن ذَكَرَه وأفرده من بين الصحابة باسمه.
ويقال: أنعم اللَّهُ عليه بإقبالِكَ عليه وتَبَنِّيكَ له. ويقال: بأن أَعْتَقْتَه، ويقال: بالإيمان والمعرفة. وأنْعَمْتَ عليه بالعتق وبأن تَبَنَّيْتَه. {أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ} إقامةُ للشريعة مع عِلْمِكَ بأن الامر في العاقبة إلى ماذا يؤول، فإنَّ اللَّهَ أطْلَعَكَ عليه، وقلت له: اتق. قوله: {وَتُخْفِى فِى نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ}: أي لم تُظهِرْ لهم أنَّ الله عَرَّفَكَ ما يكون من الأمر في المستأنف.
{وَتُخْفِى فِى نَفْسِكَ} مِنْ مَيْلِكَ ومحبتك لها لا على وجهٍ لا يَحِلُّ. {وَتَخْشَى النَّاسَ} أي وتخشى عليهم أن يقعوا في الفتنة من قصة زيد، وكانت تلك الخشية إشفاقاً منكَ عليهم، ورحمةً بهم.
ويقال: وتستحي من الناسِ- واللَّهُ أحقُ أن تَسْتَحِيَ منه.
ويقالك تخشىلناسَ ألا يطيقوا سماعَ هذه الحالة ولا يَقْوَوا على تَحَمُّلِها. فربما يخطر ببالهم ما يَنْفى عنهم وُسْعَهم.
{فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا} لكي لا يكون عليك حَرَجٌ، ولكي لا يكونَ على المؤمنين حرج في الزواج بزوجات أدعيائهم، فإنما ذلك يُحرِّمُ في الابن إذا كان من الصُّلْبِ.
قوله جلّ ذكره: {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَّقْدُوراً}.
لا يُعَارَضُ ولا يُنَاقَضُ، ولا يُرَدُّ ولا يُجْحَد. وما كان على النبيِّ من حَرَجٍ بوجهٍ لكونه معصوماً.

7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14